هل يعاني طفلك من الخجل؟...إليك هذه الحلول البسيطة




مفهوم الخجل 
يشكل الخجل عقبة مؤلمة بالنسبة للأطفال، لكن يمكن التخلص منها عندما يكون لهذا الطفل والدان واعيان. ونحن نجد هذا النوع من الأطفال في كل صف، وقد يفضل الطفل الموت على أن ينطق بكلمة أمام زملائه ومدرسيه. وهؤلاء ينحصرون في الصغار الذين يتلعثمون أو في أطفال يتميزون بالهدوء والدعة ممن ليس لديهم الكثير من الأصدقاء. وليس لديهم أي شيء يقولونه.
فالخجل هو من أكثر المشكلات التي تسبب للطفل الألم، وإذا ما ترك الطفل دون علاج فإن الطفل مع مرور الوقت يشعر بتفاقم الحالة حتى أنه يصبح معادياً للمجتمع الذي يعيش فيه. وقد يتعثر مستقبلاً في دراسته الأكاديمية أو في حياته العادية، وقد يكره الطفل نفسه في مرحلة الطفولة المبكرة.
وقد يتراوح موقف الوالدين تجاه هذا الطفل ما بين التجاهل إلى الإحساس بأنها حالة مرضية تعود لمشكلات نفسية. وعادة ما يأمل الوالدان أن يتخلص ابنهما من حالة الخجل تلك. وقد يطلب الوالدان من طفلهما أن يخرج ويلعب مع زملائه وأن يتخلص من الانطواء على الذات والابتعاد عن الآخرين. ويمكن أن يلوم الوالدان نفسيهما وينفقان ثروة على الأدوية وعلى الأطباء للعثور على علاج لحالة طفلهما.
لكن يوضح الخبراء بأن الخجل لا يشكل دائماً مشكلة فالإجهاد والخوف من كل الأوضاع الجديدة يمثل جانباً من عملية نمو الطفل، ولاشك فإنه حتى الأطفال الأكثر ثقة بأنفسهم يشعرون بالإرباك أحياناً.
تقول بيليندا فار وهي طبيبة نفسية تربوية ان »الخجل أو أي مصاعب أخرى قد تتحول إلى مشكلة تسبب ضغوطاً على الطفل وعلى من حوله أو تتدخل تلك المشكلات في قابليته على مواصلة حياته«. ويمكن أن يعيق الخجل قدرة الطفل على الحب أو أن يحب أو أن يتعلم أو يلعب أو في إنجاز نجاح أكاديمي واجتماعي. كما يمكن أن يجعله الخجل يخسر فرصاً مهمة للاختبار والتقدم في الحياة.
مواجهة الحقائق
لعل الخطوة الأولى تجاه معالجة الخجل هي التعاطف مع الطفل ويعرف العلماء الخجل على أنه التخلف عن التفاعل مع المواقف الاجتماعية الطبيعية مثل الانخراط في أجواء المدرسة، وتقول فار ان الخجل هو الافتقار إلى الثقة في كل العالم الذي يحيط بالطفل.
وتضيف ان الخجل يمكن أن يتراوح بين الافتقار إلى الثقة والحاجة إلى الوقت الكافي حتى يستطيع إعداد نفسه وكذلك يجد الطفل صعوبة في التحدث مع الآخرين فور خروجه من عالمه في المنزل. وقد يرفض التوجه إلى المدرسة أو حضور الحفلات مثل أعياد ميلاد أصدقائه في المدرسة. كما يعاني هذا الطفل من مشكلة الالتصاق بوالديه وعدم الرغبة في مبارحتهما أو الانفصال عنهما.
وتوضح مستشارة الطب النفسي التربوي آن كريستين سولتر أن الناس يميلون إلى استخدام معانيهم الخاصة بهم للكلمات ويشمل ذلك مفهوم الخجل. وتضيف قائلة »يحدد معنى الخجل بأنه عدم شعور الطفل بالراحة في صحبة الآخرين والشعور بالقلق ويمكن أن يخاف بسرعة ولكن ينبغي أن تنطبق هذه الصفات على المواقف التي لا يتوقع فيها الإنسان من فرد أن يمر بتجربة كل تلك العواطف«.
ويقال انه يطلق على الأطفال بين الفينة والأخرى أنهم خجولون خاصة عندما يشعرون بالقلق كرد فعل مناسب في موقف غريب أو عندما يشعرون بالضيق. وترى سولتر أن الخجل يصبح مشكلة يعاني منها الطفل عندما تتحول إلى عائق يحول دون اندماجه الاجتماعي ونموه العاطفي وقدرته على التعلم.
تشير فيونا ما نتل الخبيرة في الطب التكميلي والبديل إلى أن جميع الأطفال يعانون من الإحساس بالقلق إزاء أي إنسان غريب عندما يكون عمره ما بين الـ 18 شهراً و3 سنوات. ويتسم الخجل خلال تلك الفترة بأنه طبيعي.
المسببات والنتائج
هناك العشرات من الأسباب التي تشرح لماذا يصبح الأطفال خجولين. بعض تلك الأسباب مفروضة على الطفل جينياً, أما الأسباب الأخرى فهي ناجمة عن إن تأخير في عملية التطور أو القلق وهناك بعض الصغار يكون خجلهم ناجم عن حوادث مؤلمة مثل المرض أو التعرض للإهانة، وهو ما يجعل الطفل يفرض على نفسه العزلة.
وتقول فار ان الأطفال المولودين حديثاً يختلفون في قدرتهم على الاستجابة وردات الفعل على المنبهات مثل الموبايل أو الأصوات الغريبة وهناك بعض الأطفال الذين يمكن إثارتهم بسهولة، وهي الحالة التي يمكن أن نراها قائمة وسط كل أفراد الأسرة أو بعضهم.
تشمل مسببات الخجل النقاط التالية:
• وراثة السمات التي تشبه الوالدين.
• توفير الحماية المبالغ فيها ووجود والدين ذوي طباع حساسة جداً.
• العزلة الاجتماعية المسؤول عنها الموقع الجغرافي لسكن الأسرة. وتأثير الوالدين أو بسبب التقنية مثل البريد الالكتروني.
• الشعور بالحيرة الناجمة عن مرض ما أو اضطراب مثل الإصابة بالأكزيما أو التبول اللاإرادي أو الإصابة بمرض التخشب أو التأخر في التكلم.
• صعوبات في مراحل النمو مثل القدرة على الكلام قبيل مرحلة ما قبل المدرسة أو عند سن البلوغ.
• التخوف من أن يظن الآخرون أنه عبيط نتيجة صعوبات في التحدث.
• الخجل المفاجئ كرد فعل على عوامل بيئية مثل الانتقال من البيت إلى بيت آخر وفقدان الزملاء الطيبين أو طلاق الوالدين أو حدوث وفاة في العائلة.
ويرى أحد الأطباء النفسانيين أن ذلك ينعكس على شكل أعراض بدنية مثل احمرار الوجه أو الشعور بالغثيان أو الرجفان أو تقطع الأنفاس أو الإصابة بالصمم المؤقت أو البكاء. ويمكن أن يحدث أيضاً شعور بألم في المعدة والصداع وقد يبلل الخجول فراشه.
كيف يمكنك مساعدة طفلك؟
يعد تفهم الوضعية مفتاحاً رئيسياً للمساعدة وتقوم مشاعرنا في اللاوعي بالتأثير على الطريقة التي نستجيب فيها للخجول. وتنصح فار والدي الخجول بأن يكونا على وعي تام بمشاعرهما تجاه خجل طفلهما. وسيرة الطفل حول انسجامه مع محيطه الاجتماعي. وينبغي على الوالدين أن يزيلا كل العقبات داخل البيت وأن يتخذا خطوات إيجابية في البيت قبل أن يطلبا من أصحاب الخبرة والتخصص التدخل.
نصائح مهمة:
* الاتصال: تحدث إلى طفلك واسمح له بالتعبير عن عواطفه بحرية. فإذا كان غاضباً أو محرجاً أو مرتبكاً فلا بأس من ذلك.
* الخيارات: اتيح لطفلك أن يقرر أي قميص يرتديه ذلك اليوم، وبذلك يمكنك أن تعزز من ثقته بنفسه. وامنحه الفرصة للمشاركة بأعمال المنزل. ويهدف ذلك إلى توليد إحساسه بالقيمة الذاتية.
* امنح طفلك الفرصة الثقة: أعطه انتباهك الكامل في أي وقت تستطيع القيام بذلك. والحقيقة فإن الوالد الذي يمنح ابنه كامل اهتمامه هو والد لا يوزن بالذهب.
* قل الحقيقة: لا تخلف الميعاد مع ابنك، فإذا كنت وعدته بالخروج معه في الساعة الثالثة فتأكد أنه ينتظرك بفارغ الصبر، لأن الوفاء بالوعد يمنح طفلك الثقة وتجنب بقدر ما تستطيع أن تحدد له مواعيد غامضة.
* تجنب وصفه بالخجول: إذا صممت إطلاق كلمة خجول على طفلك فإن هذه الصفة ستتجزر في مخيلته وفي أعماق نفسه. وبدلاً من ذلك يمكنك أن تنصحه بأن يتخذ عبارات بديلة وكيف يمكنك قول الأشياء في مواقف مختلفة.
*المكافأة ضرورية: استخدمي نظام المكافأة حتى ينجح طفلك في الاندماج الاجتماعي. وعلى سبيل المثال إذا كان لديه صديق يود أن يلعب معه فإن جائزة ذلك ستكون اصطحابه في رحلة إلى حديقة الحيوان. اسأليه عن المواقف التي يخاف منها أكثر من أي شيء آخر وما نوع الجائزة الخاصة بالنشاط التي ستشجعه على مواجهة تلك المخاوف.
* راقب الكلمات التي تتفوه بها: إذا أردت أن يصبح إبنك مهذباً ولطيفاً ولا يميل إلى العنف فراقب الكلمات التي تخرج دائماً من فمك.
*خطوط حمراء: يبرر الخجل المفاجئ والتحفظ ضرورة عرض الطفل للفحص الطبي بدنياً أو نفسياً حتى يعرف الوالد أو المدرس ما سبب تلك الحالة. ويفضل أن تتبع في ذلك غرائزك الأبوية.
* المواجهة: إن تجنب مثيرات الخجل لن يساعد طفلك. ويفضل أن تدعيه إلى مواقف تختبر وتتحدى مشاعره، وهي عملية حيوية للغاية.
*بالتمرين تصل إلى نتيجة مثالية: استخدمي الدمى التي يمكن جعلها تبدو وكأنها تؤدي رقصات أو حركات حقيقية للشروع في الخوض في أحاديث حول حدث بارز مثير مثل دعوة الأصدقاء للمشاركة في حفل عيد ميلاد. ويمكنك التحدث معه عن عدد الأطفال الذين سيشاركون في المناسبة. وما هي الألعاب والدمى التي يمكن إحضارها للعب بها وماذا عليها القيام به عندما تشعر بأنه غير مرتاح وقلق.
يفضل بالطبع الاستعانة بطبيب أو خبير نفسي إذا وجدت صعوبة في معالجة طفلك وتنصح سولتر بأن العودة إلى الطبيب أو مسؤول الصحة في المدرسة أو المدرسة للتعاون في حل مشكلة الطفل.
العناية التكميلية
هناك علاجات تكميلية عدة يمكن أن تساعد الوالدين في العلاج وكل ما عليهما القيام به هو استشارة اختصاصي العلاج البديل أو التكميلي لوصف العلاجات الضرورية.
العلاج التكميلي يعتمد على قانون التماثل أو التشابه. ومهما كانت المسببات فإن الحالة النفسية يمكن أن تعالج عن طريق الطب التكميلي الذي يأخذ في حسابه جميع الأوضاع الذهنية والعاطفية والبدنية والتركيز الخاص على العادات التي تثير الطفل وتكرار الأفكار أو تكرار الأحلام. وتفترض أيضاً استشارة طبيب الأسرة إذا كانت الحالة متفاقمة. وتشمل العلاجات الشائعة البرياتا كارب والكاليك كارب الليكوبوديوم والبترول والبوسيتيلش أو السيليسيا.
العلاج بالعناصر المعدنية
يعد هذا العلاج آمناً ويساعد على تعزيز الامتصاص المغناطيسي ويعد العلاج مثالياً في عملية الاسترخاء العضلي ويساعد على التخلص من الإجهاد. ويمنح الطفل المعالج القوة الذهنية ويمكن مص قرص من »تيسيو سولت« مرة أو مرتين في اليوم.
لبخة روح الورد
تعد هذه اللصقة واحدة من أفضل طرق العلاج الآمنة البديلة عن تعاطي الأدوية. ويقترح اختصاصيون في رعاية الأطفال استخدام الميمولوس ( Mimulus ) لعلاج الخجل والأطفال الخجولين الذين تحمر وجوههم بسرعة.
توازن السكر
دع طفلك يتناول المكسرات غير المعالجة والسمك والدواجن والطيور وهي ينبغي أن تشكل حجماً رئيسياً بالنسبة للبرنامج المغذي للطفل في عملية العلاج.
مواد غذائية أخرى حيوية
• الأحماض الدهنية الأساسية مثل السمك الزيتي.
• الفيتامين المتعدد المخصص للأطفال.
• الفيتامين سي ويستخدم للتخلص من الحالات التي تصيب الإنسان بالإجهاد ويمكن أن تصبح منضبة.
• المغنزيوم ويعمل على زيادة مستويات الإجهاد وسيضاعف مستويات الكورتيزول التي تقلل من فائدة المغنزيوم.

التواصل داخل الفصل الدراسي






دور المدرسة
للمدرسة دور ھام في حقل التربیة والتكوین، فھي مؤسسة اجتماعیة، أنشئت للنھوض بتربیة الأجیال الصاعدة، وھي القلب النابض لأي إصلاح تربوي، لذلك، فھي مطالبة بالعمل المستمر على تحقیق أعلى قدر من التكیف للجیل الناشئ، والتخلص من أیة ممارسة تؤدي إلى اضطراب العلاقات بین المعلم وتلامذتھ 
وإذا كان نجاح الأستاذ أثناء القیام بمھمتھ التعلیمیة داخل المدرسة مرتبطا بعدة عوامل، فنعتقد أن الكثیر من نجاحھ أو فشلھ یعود إلى أسلوب تعاملھ مع التلامیذ، وتصرفاتھ إزاءھم، ودرجة قدرتھ على حل المشكلات الناتجة عن بعض تصرفات وسلوك التلامیذ، التي یعتبرھا مخلة بالتربیة وأھدافھا
فالتركیز على نوع العلاقة القائمة بین المدرس والتلامیذ، یعود إلى كونھا بنفس أھمیة الجوانب الأخرى التي تجعل من المدرسة مؤسسة قادرة على الاستجابة لطموحات المجتمع، وإرساء علاقات تسھم في الرفع من مستوى التحصیل الدراسي لدى التلمیذ، وتواكب الإصلاحات التربویة التي یعرفھا حقل التربیة والتكوین
. كما تشكل المدرسة المحیط الاجتماعي التربوي الثاني بعد الأسرة، بما لھا من أھمیة في تكوین النشء واستقبالھ في سن حرجة، تتمیز بخصائصھا ومظاھرھا النمائیة التي تتطلب العنایة الفائقة والرشاد والتوجیھ

السلیم من قبل الفاعلین التربویین بالإضافة إلى أن الطفل في ھذه المرحلة، یمتلك مقومات التعلم والإعداد للمستقبل
وھنا تبرز المدرسة كفضاء مؤثر فاعل في تكوین وتشكیل شخصیتھ الاجتماعیة في مختلف أبعادھا
المعرفیة والمھاراتیة والمھنیة والوجدانیة 
ولتفعیل دور المؤسسة لا بد من مراعاة جمیع الجوانب التي تساھم في مردودیتھا ونجاعة وظیفتھا
التربویة 
وتعتبر العلاقات بین المدرس والتلامیذ، الطرق البیداغوجیة، الوسائل التربویة المتبعة، لتوفیر ظروف مناسبة للتعلم، جانبا مھما یستدعي الدراسة والبحث
كما تعتبر محددا ھاما في المسار الدراسي للتلمیذ بشكل عام، وتحصیلھ الدراسي بشكل خاص
 غیر أن ھذه العلاقات التربویة تتعدد وتتنوع من حیث الأشكال والمظاھر والتجلیات، مرورا بالتسامح والحوار والاعتدال، والتسلط، والقسوة، والعنف، والقھر، والحب، والاحترام التواصل التربوي علاقة إنسانیة وجدانیة وعاطفیة یتم من خلالھا تبادل الأحاسیس والاتجاھات والعواطف والقیم المتعددة، فھي تفاعل دینا مي تؤطره مجموعة من المعطیات تتمحور في علاقة معرفیة بین المدرس والتلمیذ وكلھا تخضع لمتغیرات البیئة والنسق العام لنظام التربیة والتكوین
فالتواصل التربوي لا ینحصر فقط في مجرد التواصل بین الأستاذ والتلامیذ حیث یشمل كذلك التواصل بین المدرسة ومحیطھا السوسیو-اقتصادي
وفي جمیع الحالات لا تتم العلاقات التواصلیة بطریقة ناجعة إلا إذا كان كل فرد متواصل مع ذاتھ قادرا على الانخراط والتواصل داخل الجماعة، كما أن للتواصل الفعال قواعد كثیرة منھا: البساطة، الوضوح، الاختصار والكفایة
كما أن للتواصل عوائق كثیرة منھا: الغموض، عدم احترام السیاق والمقام والإفراط في السلوكیات. وتضاف إلى ھذه العوامل عوائق مرتبطة بالعاھات 
الجسدیة وثغرات ضعف بنیات القسم التي تؤثر سلبا على مرد ودیة التواصل التربوي

تحدید المفاھیم

تتعدد مفاھیم الاتصال والتواصل وتختلف مقاربات الظاھرة التواصلیة، فانطلاقا من الدلالات اللغویة والاصطلاحیة یمكن تعریف التواصل بأنھ "علاقة تفاعل وتبادل وتأثیر وتأثر بین فردین فأكثر"
وقد یكون ذلك في مجال الثقافة والفكر والتربیة والتعلیم وغیره من المجالات ویسمى تواصلا بیداغوجیا " كل أشكال وصیرورة ومظاھر العلاقات التواصلیة بین المدرس والتلامیذ وبین التلامیذ أنفسھم"، وھو یھدف إلى تبادل أو نقل الخبرات والمعارف والتجارب بوسائل تواصلیة وإیضاحیة
 أما بالنسبة إلى علاقة الاختلاف، فإننا نعني بھا "كل علاقة مبنیة على الحوار والنقاش والتفاوض، فبموجبھا یعطى لكل تلمیذ حقھ في أن یختلف مع أستاذه وزملائھ في الرأي وفتح لھ المجال في التعبیر عما في داخلھ بحریة كاملة لا تتجاوز دیونطولوجیة التعلیم والتعلم والتفاھم"
" التواصل ھو المیكانیزم الذي توجد وتتطور بواسطتھ العلاقات الإنسانیة، إنھ یتضمن كل رموز الذھن مع وسائل تبلیغھا وتعزیزھا في الزمان، ویتضمن أیضا تعابیر الوجھ وھیئات الجسم والحركات ونبرة الصوت، والكلمات، والكتابات والمطبوعات والقطارات والتلغراف والتلفون، وكل ما یشملھ آخر ما تم من الاكتشاف في المكان والزمان"
- "التواصل ھو تبادل المعلومات والرسائل اللغویة وغیر اللغویة، سواء كان ھذا التبادل قصدیا أو غیر قصدي، بین الأفراد والجماعات" 
ویمكن تعریف التواصل كذلك بأنھ، "العملیة التي بموجبھا یتم تبادل

 المعلومات والأفكار والآراء اعتمادا على وسائل متعددة كالكتابة أو الإشارات أو المحادثة"
. یشكل الاتصال إذن، في عالم الیوم،
 وسیلة ھامة من الوسائل التي یستخدمھا الإنسان في مختلف مرافق حیاتھ الیومیة.
 فالاتصال یشكل واسطتھ الحیة والمستمرة، مع محیطھ الاجتماعي والثقافي والعالمي

مكونات عملیة التواصل

المرسل:
تتألف عملیة التواصل من مجموعة من المكونات نذكر منھا على الخصوص
الشخص أو الجھة التي تقوم بإرسال محتوى معینا لتحقیق ھدف معین؛

 الرسالة: 
ویتعلق الأمر بالمضمون أو المحتوى الذي یرید المرسل إبلاغھ للآخرین؛ 

المستقبل: 
یمثل الجھة أو الشخص الذي یقع علیھ فعل الإرسال. وفي أغلب الحالات یكون الشخص مستقبلا
ومرسلا في نفس الوقت؛

بیئة الاتصال:
 تشمل كل الظروف المحیطة بعملیة التواصل. ظروف الزمان والمكان، العوامل الثقافیة
 والاجتماعیة والنفسیة.

 فالتواصل بین التلمیذ والمدرس داخل القسم لیس ھو نفسھ خارجھ، وھذه العلاقة تختلف من مستوى دراسي إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر وھكذا؛

عناصر التشویش: 
ویدخل في ھذا الإطار كل ما یعیق عملیة التواصل وكل ما یحول دون أن تتم ھذه العملیة في أحسن الظروف. كالضجیج أو الارتباك النفسي الذي قد یحصل لدى المرسل أو المستقبل أو التأویل المختلف لمعاني 
الإشارات الواردة في الرسالة؛

قناة الاتصال: 
ھي الوسیلة المعتمدة لنقل الرسالة. فقد تكون تلفزة أو إذاعة أو ھاتفا أو شخصا...؛
 رجع الصدى:
ویقصد بھ رد الفعل الذي یقوم بھ المستقبل. ففي الحالة التي لا یسجل فیھا أي رد فعل نتحدث عن عملیة إعلام فقط و لیس عن عملیة تواصل؛

 الصیاغة: 
تتمثل في الكلمات المستعملة في الرسالة، نوعیة الأسلوب، شكل الرسالة
بكونھا ذات طابع أخلاقي، فمثلا یمكن تحقیق بعض المصالح اعتمادا على نشر معلومات وتتمیز عملیة
كاذبة كما یحدث في الحروب من بث للإشاعات وغیرھا، إلا أن ذلك یبقى منبوذا من طرف أغلب الناس، ویفقد المرسل لھذه المعلومات مصداقیتھ. كما أن الفعل التواصلي لا یمكن التراجع عنھ إذ بمجرد أن ننطق بكلمة فإن الفعل یكون قد انتھى. غیر أنھ یمكن التخفیف من آثار ذلك كالاعتذار عن إصدار كلمة ساقطة في حق الآخر

وظائف التواصل

یكتسي التواصل وظائف متعددة نذكر منھا ما یلي : الإعلام
حیث یدخل في ھذا الإطار كافة البرامج الإخباریة التي تقدمھا وسائل الإعلام وكذا البیانات اتلي تنشرھا الھیئات والمنظمات والمحلات التجاریة وغیرھا. وتتجلى أھمیة ھذه الوظیفة في كونھا تساعد على تثقیف الناس وتزویدھم بكافة المستجدات، كما أنھا تساعد على خلق وتكوین رأي عام لدعم أو رفض موقف معین؛

فالطفل منذ ولادتھ یدخل في علاقات تواصلیة مع محیطھ الاجتماعي ابتداء بالأسرة   :التعلیم
ثم الأقارب فالمدرسة وھكذا إذ لا یمكن أن تكون ھناك عملیة تعلیمیة دون تواصل
 ولعل الانتقال من التدریس بالطرق التقلیدیة إلى اعتماد الطرق البیداغوجیة الحدیثة، یعد تحولا في طریقة التواصل بین   المدرس والتلمیذ؛

 الإقناع: تتجلى ھذه الوظیفة من خلال العدید من الأعمال كالحوارات الثقافیة،
كالتعاون التربوي ودینامیة الجماعات  أو أعمال الإرشاد  وغیرھا
ھذا إضافة إلى وظائف أخرى متعددة كالترفیھ أو النقاش أو الترویح عن النفس

 التعاون التربوي: مظھر من مظاھر التواصل التربوي، فھي طریقة إلى التعاضد 
 والتكافل والتفاعل بین مختلف أعضائھا إذ لا یمكن لطالب من تلبیة حاجاتھ في التعلم اعتمادا على العزلة والعمل الفردي
وتعد المدرسة أول مؤسسة اجتماعیة یدخلھا الطفل بعد الأسرة، فھو یدخلھا وقد قطع مرحلة التنشئة
الاجتماعیة، مزودا بالكثیر من المعاییر والقیم والاتجاھات
. إن وظیفة المدرسة إذا ھي توسیع الدائرة الاجتماعیة للفرد وجعلھ یتعرف على جماعة جدیدة من الرفاق یتعلم بمعیتھم التعاون والتضامن والانضباط ویتفاعل مع مدرسیھ لقیادة جدیدة ونماذج سلوكیة مثالیة
 فالمؤسسة التعلیمیة تعد من العوامل الأساسیة التي تساعد على الانتقال من التمركز حول الذات والانعزال إلى التجمع والشعور بالتعاون والتضامن وتعتبر دینامیة الجماعات ھي تلك التأثیرات والعلاقات المتبادلة بین أفراد الجماعة والمؤسسة الاجتماعیة.

ومن تم تبدو ضروریة دراسة جماعة وفعالیتھا في إطار المجتمعات المعاصرة
 فالتلامیذ في إطار جماعة القسم یشعرون ویفكرون ویتصرفون بكیفیة وبوضعیة تختلف عن وضعھم خارج القسم 
وقد یبدو القسم جماعة صغیرة ووحدة متجانسة، ما یتحكم ویؤثر في سلوك أفرادھا لا یخرج عن إطار القوانین الشكلیة والإداریة وسلطة المدرس وتوجیھاتھ 
ویعد الفصل الدراسي عالما مغلقا لا یمكن النفاذ إلیھ بطریقة واحدة، ولذلك فإن التواصل بین أفراد الدراسي الفصل داخل المجموعة الدراسیة یقتضي التحاور والتشارك والاختلاف وتعدد الطرائق البیداغوجیة. إن المدرس إذن مطالب بتحویل قسمھ إلى جماعة منتمیة یكون فیھا لدى كل فرد الحس التشاركي التعاوني، وذلك باعتماد بیداغوجیة فارقیة وطرائق تعاونیة كدینامیة الجماعات التي تسھل عملیة التواصل العمودي والأفقي

انماط التواصل التربوي ومكوناتھ

 التواصل المعرفي لیس سلوكا فردیا ولا ھو مجموعات سلوكیات فردیة بل ھو مجموع القسم الذي یحدد سلوكیات الجماعیة والفردیة للتلمیذ.
 إن التواصل داخل القسم ھو سبب ونتیجة متغیر مستقل ومتغیر تابع في آن نفسھ ودالك لأن تفاعلات الفرد مع باقي أفراد الجماعة ینبغي النظر إلیھا كأنھا علاقات متعددة ولیس أفعال منعزلة.

 فالتلامیذ مثلا یعتبرون أن الأستاذ یتوجھ إلیھم جمیعا حتى لو كان یخاطب أحدھم
 تتمثل مكونات التواصل التربوي في تلك العلاقة بین الأستاذ والمتعلم بیداغوجیة تحویل المعرفة من مدرسیة إلى مكتسبة ترتكز على وسائل منفتح على محیطھا وتتواصل معھ حتى لأتكون ھناك قطیعة بین متوجات المؤسسات التعلیمیة وحاجیات المحیط الاقتصادي والسیاسي والثقافي والاجتماعي والتكنولوجي
 لھذا فنحن مدعوون لجعل المدرسة تنفتح على محیطھا وتتفاعل معھ

شرط التواصل-التفاعل

 تلعب البنیة المادیة للقسم دورا أساسیا في عملیة التواصل التربوي وتموقعات التلمیذ والمظھر البنائي للقاعة كلھا عوامل تؤثر سلبا أو إیجابا على العلاقة القائمة بین المدرس وتلامیذه، حیث نتوخى من خلالھا إكساب التلمیذ قدرات وكفاءات لتمكینھ من تحقیق ذاتھ والانخراط في محیطھ وبلوغ الأھداف المتوخات


: مبدأ الانسجام
ولتحقیق التواصل الفاعل یتطلب توفیر شروط أھمھا یتجلى في رغبة الأستاذ جعل التلمیذ
 یشارك في بناء الدرس عن طریق الحوار

مبدأ التبادل المستمر:
یتجلى في تصحیح الفارق بین الھدف المتوخى والنتیجة التي حصل علیھا في تحدید الھدف من النظام أو المناھج بعد تحلیل الحاجیات والمنطلقات وتنفیذ العملیات والمھام وتقویم سیر التنفیذ وآثاره ونتائجھ

 مبدأ الإدراك الشامل: 
ینبغي الانتباه إلى ما یمكن أن یحس بھ كل طرف من أطراف العملیة التواصلیة في خلق شمولیة تامة في التواصل
وأن التواصل الفعال یتطلب دینامیة الكلام والكتابة بتوفر عناصر رئیسیة التي

 تتلخص في استعمال أسلوب متین ومنسق یتمیز بحوار مفھوم وحیوي، یمنح الفرصة للتلمیذ للمشاركة في بناء الدرس دون الإحساس بالملل وتمكین كل التلامیذ من كسر الحواجز فیما بینھم وبالتالي إكسابھم مھارات الإنصات، ولا یمكن تحقیق ذالك إلا باستعمال العلاقات والروابط المنطقیة.
 لإنجاح التواصل البیداغوجي یستلزم استعمال لغات متعددة سمعیة وبصریة وحرفیة التي تتكامل فیما بینھا

الإرشاد التربوي

تكمن عملیة الإرشاد التربوي في المؤسسات التعلیمیة على تقدیم المساعدة للتلمیذ على اختیار الأقسام الدراسیة ونوع التخصص الذي یتفق مع میولھ الشخصیة وقدراتھ العقلیة على التحصیل والفھم.
كما یتضمن مفھوم الإرشاد التربوي التعاون مع الأسرة لتشخیص بعض معوقات النمو الذي یعوق التحصیل الدراسي للتلمیذ أو التوافق مع البیئة المدرسیة بشكل عام، بإیجاد الحلول الملائمة لبعض المشكلات التي یعاني منھا بعض التلامیذ، مثل الغیاب الدراسي المتكرر أو التأخر الدراسي أو ضعف القدرة على القراءة أو عیوب تتصل بالنطق أو بعض المشكلات المتعلقة بالنضج العاطفي وتعرقل نمو الشخصیة وتفتحھا.
وبكلمة مختصرة فإن دور الإرشاد التربوي یكمن في تحقیق النمو السوي والمتزن للفرد حتى یبلغ توافقا وانسجاما أفضل مع ذاتھ ومع محیطھ المدرسي. على اعتبار أن العلاقات التربویة داخل ھذا المجال لیست سوى صورة مصغرة للعلاقات التي سیربطھا بغیره في المجتمع الكبیر

مقاربات الظاھرة التواصلیة والكفایات

المقاربات ) 1

 تتحدد المقاربات بین إعلامیة وتقنیة ولسانیة لغویة وتربویة بیداغوجیة وفلسفیة، وتعتبر المقاربة التربویة الأكثر اھتماما بالقیم المشتركة بین الأستاذ والتلامیذ، وكما تھتم بالأدوار والمواقع الاجتماعیة للأطراف الموجودین في وضعیة تواصلیة
ولقد اھتمت اللسانیات الحدیثة والمعاصرة بالتواصل والتلقي وأنجزت دراسات مستفیضة في حقلي الأدب والنقد. 
وھناك من یرى أن اختزال العلاقة البیداغوجیة في علاقة التواصل یعني الامتناع عن اعتبار الممیزات الخاصة التي تكسبھا سلطة المؤسسة التربویة، أن فھم حقیقة تبلیغ رسالة ما في إطار علاقة تواصلیة بیداغوجیة، یقتضي تعریفا اجتماعیا أكثر صراحة وترمیزا من ھذه العلاقة في تحقیق الھدف.
فقوة المدرس ینبغي أن تكون حاضرة لأن لھ الامتیاز في أن یكون ممثلا للثقافة المؤسسة في أداء سلطتھ التي یكتسب تأثیرھا الفعلي من المؤسسة

الكفایة اللغویة والكفایة التواصلیة ( 2

الكفایة اللغویة تعني المعرفة الضمنیة لقواعد اللغة التي تقود عملیة التكلم، إذن فبفضل الإنجاز تنتقل الكفایة من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل 
وتعني الكفایة التواصلیة القدرة على استعمال السنن اللغوي من أجل التعبیر والفھم والتواصل
 وتستند المقاربة التواصلیة على فلسفة مفادھا: الرسالة أولا، ثم الشكل ثانیا
من ذاك المنظور تصبح اللغة أداة تمكن من التواصل
 و تھدف ھذه المقاربة أساسا إلى تنمیة مھارة التواصل أكثر من معرفة باللغة والنظام اللغوي ولكن یتعین علینا كذلك أن نعرف كیف نستعملھا حسب السیاق الاجتماعي، وبالتالي فان الكفایة التواصلیة جزء لا یتجزأ من الدیداكتیك الذي یتعین علیھ أن یھتم بثنائیة اللغة والثقافة أو الكفاية اللغویة والكفایة الثقافیة
 أما بالنسبة للقسم فیما یخص العلاقة بین الأستاذ والتلامیذ، فتجدر الإشارة إلى أن الكفایة التواصلیة تركز على التفاعلات التي تحدث بین المدرس والتلامیذ، وتعد طریقة إشراكا المتعلم في تدبیر التعلم عنصرا رئیسیا 
وقد بدأت الكفایة تحتل مكانا مركزیا في التفكیر ممارسات المؤسسات التعلیمیة وخصوصا على مستوى جودة التربیة والتكوین والتدبیر الموارد البشریة
بعد فشل الطرق المستندة على مقاربات سلوكیة تقلیدیة إلى فكر تعددي ومقاربات شمولیة


تدابیر العلاقات التربویة

:علاقة التعلم بالتواصل

 التعلم الناجع ھو التعلم المشروط بعملیة قیام علاقة ثنائیة أو جماعیة المبنیة على التفاعل لذلك لا یمكن أن نتصور عملیة تعلیمیة ناجعة لیس فیھا تواصل وتفاعل
 ویعتمد التعلم على بیداغوجیات مجموع الممارسة النظریة والتطبیقیة الھادفة إلى حل المشاكل المرتبطة بعملیات التواصل بین شخصین فأكثر
 فمن أخلاقیات مھنة التدریس أن یتعاقد المدرس ضمنیا مع تلامیذه وذلك عن طریق تحدید المھام والأدوار والوظائف والأعمال التي یجب أن یقوم بھا كل طرف في علاقتھ
وأن الفصل الدراسي الذي یسوده الجو الدیمقراطي بیئة تعلیمیة مشجعة على التعلم والنمو والتطور كما یساعد المتعلم على تطویر اتجاھات ایجابیة نحو نفسھ ونحو الخبرات ونحو زملائھ في الصف، وبذلك یضبط سلوكھ وعلاقاتھ مع الآخرین، فالأستاذ یتحكم في القسم ویسیره تسییرا جیدا لا لأنھ قوي البنیة ولكن لأنھ نموذج ویشخص القانون ویتحلى بروح العدل والإخلاص والتفاني في أداء الواجب وھكذا یكون متمتعا بكثیر من التقدیر والاحترام

:باثولوجيا أو عوائق التواصل

ترتبط صعوبات التواصل التربوي بین الأطراف، انطلاقا من مجموعة من العوامل التي تعیق عملیة التواصل منھا ما تتعلق بسیكولوجیة المرسل والمتلقي والسیاق الاجتماعي والجغرافي والسوسیوثقافي
 فعلى الأستاذ أن ینطلق من تمثلات تلامیذه لیوفق في تحقیق التواصل التربوي معھم
لأن التواصل الناجع یفترض قبل كل شيء القدرة على الإدراك لأنھ مرتبط بالمیكانیزمات الفردیة التي تنشأ عن المتمثلات الذھنیة 
ولعل ما یزید من صعوبة التواصل التربوي تلك الھوة العمیقة أحیانا بین ما تنتظره الأسر المختلفة من المدرسة، وما ینتظره المحیط الاقتصادي منھا، وما تسمح بتحقیقھ إمكانات الدولة، وما یستطیع تدریسھ الأساتذة . ولتجاوز المعضلة نقترح العمل في الاتجاھین معا من خلال التدبیر المتكامل

:التمثلات والتواصل التربوي

التمثل ھو تلك العملیة الذھنیة أو النفسیة أو العقلیة التي یتم بموجبھا إعادة تركیب أو إنتاج حسي أو ذھني لموضوع ما
 وھذا الموضوع قد یكون مدرك عن طریق الإدراك الحسي بوجھ عام أو قد یكون مدركا بواسطة تركیب ذھني، حیث تأخذ فكرة معینة أو مفھوم ما شكلا من الأشكال أو صورة من الصور أو المتمثلات 
وتتمیز الصورة عن التمثل بخاصیاتھا الوجدانیة والتلقائیة
وقد یتم التمثل أحیانا بواسطة تنظیم مجموعة من الصور
فمفھوم المتمثلات في مجال التربیة والتعلیم ھي المتوج الثقافي والذھني الذي ینبغي على المدرس تحقیقھ بینھ و بین المجموعة التي یوجد معھا في وضعیة تواصلیة، وذلك بتغییر دور الأستاذ من مرسل للمعارف إلى منشط للمجموعة التي تتكون منھ ومن تلامیذه
فتمثلان التلامیذ تشھد بصفة خاصة على حالة من عقلانیة الذات العارفة التي تجد الجواب والتفسیر في سجلاتھا الخاصة
 یمكن أن تعترض صعوبات عملیة الكشف عن المتمثلات التلامیذ واستثمارھا في التواصل التربوي داخل القسم طریقة تحلیل الخطاب وطریقة تحلیل المضمون وطریقة استعمال الصور وطریقة الرسم والخرائط الذھنیة
 لھذا یمكن القول في مجال التربیة والتعلیم على أھمیة المتمثلات ومكانتھا الأساسیة كوسیلة معرفیة تواصلیة ضروریة



أنماط أخرى من التواصل التربوي

 یعد مفھوم التنسیق التربوي من المفاھیم المحوریة في الفكر التربوي الحدیث لخلق نوع من الجودة في التواصل بین مختلف الفاعلین داخل دوالیب الإدارة التربویة باعتبار أن التنسیق یشكل وظیفة یستطیع الإداري بمقتضاھا أن ینمي ھیكلا من الجھود المشتركة بین المساعدین، ویشمل التنسیق التربوي مستویین ھما مستوى التواصل الداخل الذي بین الموظفین والتلامیذ، ومستوى التواصل الخارجي الذي بین المدرسة الفر قاء والشركاء الذین ینتمون إلى محیطھا السوسیو–اقتصادي ومحیطات أخرى
والتلامیذ ھم الفئة المستھدفة في كل نظام تعلیمي، وبالتالي منحھم ما یستحقونھ من أھمیة وعنایة، ونظرا إلى ھذا كلھ، یطرح التنسیق كشرط ضروري لضبط العملیة التعلیمیة التعلمیة وإنجاحھا، فالتواصل بین مختلف الجھات العلمیة وأنماط تأطیر ومتابعة مختلف أشكال غوص المتعلمین في الحیاة الاقتصادیة خلال مسارھم الدراسي وفي ھذا الصدد تطرح ضرورة الاستفادة من علم الاجتماع المعا صر
وقد بدأ التمییز بین ثلاثة أنماط من القیادة الإداریة ھي النمط المحافظ والنمط المتحرر والنمط المرن للتربیة والتكوین
 للإدارة المدرسیة مھام جدیدة لا یمكن القیام بھا إلا عن طریق تواصل فعال یحولھا من مؤسسة أوضاع إلى
مؤسسة أدوار، متشبعة بالحوار والشفافیة والتواصل الصاعد، وذلك بتوفیر العدة الدیداكتیكیة اللازمة وإعادة الھیكلة الحالیة مما یستلزم الحوار البناء ومحاربة الانحرافات في السلوك والشخصیة
والتحلي بروح المسؤولیة والكل یقتضي التكوین المستمر لبلوغ الجودة المنشودة للكفایات المستھدفة

شبكة التواصل الإداري الإیجابیة

تواصل مفتوح بین مختلف الأطر؛
 شعور بالتماسك والانتماء إلى المؤسسة؛
مدیر دیمقراطي یمثل صورة المدیر الذي یسعى إلى تواصل ھادف وفعال؛
 اطلاع كلي على المعلومات مع إمكانیة تصریفھا داخلیا وخارجیا؛
 اھتمام كبیر بإرجاع الأثر
التواصل والنظریات التربویة

1 بيداغوجیة اجتماعية

تقوم البیداغوجیة الاجتماعیة بدراسة السیرورات الاجتماعیة؛ فتھتم بالمظاھر الاجتماعیة في نمو الفرد، وأنواع الظواھر الاجتماعیة التي تنمو ذاخل المجموعات الصغیرة، مثل التعاونیات، والمصانع، وكل مجموعة یبرز فیھا عمل الفریق

 بیداغوجیة المشروع أو المشروع التربوي 2

 یطلق على الطریقة التي یقوم فیھا المدرس أو مجموعة من المدرسین باختیار وتحدید أھداف تربویة وتعلیمیة خاصة، ثم یقومون بتطبیقھا، بمساھمة الفاعلین في المؤسسة المدرسیة، والآباء والتلامیذ بموافقة من السلطات المدرسیة المعنیة

بیداغوجیة فارقیة3

تنطلق البیداغوجیة الفارقیة من القناعة القائلة بأم أطفال الفصل الواحد یختلفون في صفاتھم الثقافیة والاجتماعیة والمعرفیة والوجدانیة بكیفیة تجعلھم غیر متكافئي الفرص أمام الدرس الموحد الذي یقدمھ لھم المعلم.
 ویؤول تجاھل المدرس لھذا المبدأ إلى تفاوت الأطفال في تحصیلھم المدرسي.
 وتأتي البیداغوجیة الفارقیة لتحاول التخفیف من ھذا التفاوت

 البیداغوجیة الفارقیة
 "ھي طریقة تربویة تستعمل مجموعة من الوسائل التعلیمیة-التعلمیة قصد إعانة الأطفال المختلفین في العمر والقدرات والسلوكات والمنتمین إلى فصل واحد، من الوصول بطرق مختلفة إلى نفس الأھداف "

ولبلوغ ھذا الھدف، لابد أن یتعرف المعلم على الخاصیات الفردیة لتلامذة فصلھ مستوى تطورھم الذھني والوجداني والاجتماعي، قیمھم ومواقفھم إزاء التعلیم المدرسي، وتنصح البیداغوجیة الفارقیة المربین بتقسیم تلامذة الفصل الواحد إلى فرق صغیرة متجانسة، وبمطالبة كل فریق بعمل یتلاءم مع صفاتھ الممیزة، وذلك في إطار عقد تعلیمي تعلمي یربط المعلم بتلامیذ


ثقافة الحوار بين الطالب والأستاذ




مفهوم الحوار

هو ذالك التواصل اللغوي والسلوكي والإيمائي المتبادل الذي يحدث بين فردين أو مجموعة أفراد لأجل تحقيق غاية أوهدف معين

الحوار بين الزوجين في القرءان الكريم 

 (
لقد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير)

لمحاربة الشرك

قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك (

من اجل تثبيت العقيدة

(وإذا قال إبراهيم رب أريني كيف توحى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)
 
من اجل محاربة الكفر

(
ألم ترى الى الذي حاج إبراهيم في ربه ان أتاه الله الملك.....الظالمين)

 يعد الحوار من أحسن الوسائل الموصلة إلى الإقناع وتغيير الاتجاه الذي قد يدفع إلى تعديل السلوك إلى الأفضل، لأن الحوار ترويض للنفوس على قبول النقد، واحترام آراء الآخرين ... وتتجلى أهميته في دعم النمو النفسي والتخفيف من مشاعر الكبت وتحرير النفس من الصراعات والمشاعر العدائية والمخاوف والقلق، فأهميته تكمن في أنه وسيلة بنائية علاجية تساعد في حل كثير من المشكلات

· يساعد على التفاعل بين المعلم والتلاميذ، بحيث يتخلص المعلم من دوره القائم على المركزية والتلقين، ويصبح منظما للعملية التعليمية

 -يساعد على تأمين التواصل، وتبادل الآراء والأفكار ونقلها بين المعلم    والمتعلم، مما يعين على تحسين مستوى المتعلمين

-يزيد من حيوية المتعلم في الموقف التعليمي، ويحرره من حالة الصمت والسلبية و يعطي المتعلم الفرصة للتعبير عن قدراتهم المعرفية والإبداعية
وكاد المعلم أن يكون رسولاعبارة حقيقية إلى حد كبير فهو رسول علم وفكر وسلوك
وأمام المعلم مجالات وفرص ذهبية عديدة لغرس ثقافة الحوار في نفوس طلبته وجعله جزءا من أسلوب تعاملهم في الحياة .. ومن هذه الفرص التي إذا أحسن استثمارها استطاع أن يقوم بهذا الدور الجليل المكرم عند الله قبل الناس


أسباب فشل الحوار
بين الطالب والاستاذ 

الأنانية المفرطة والتعصب للرأي.
غياب عاطفة المحبة بين الطالب والاستاذ.
كثرة الشجار و سوء التفاهم لأتفه الأسباب.
إصابة الطالب بالخجل والخوف وعقدة النقص.
شعور الطالب بعدم الأمن بنقص الامن.
تنمية أفكار عدم احترام رأي الآخر .
عدم تنمية مهارات التواصل مع المجتمع.
التنافر بين الطالب والأستاذ.

أسس نجاح الحوار بين الطالب والاستاذ

 -تبني طرق التدريس القائمة على استثارة الفكر وتشجيع طرح الآراء المختلفة وتبادل الاستفسارات بأدب العلماء، والعمل الجماعي التعاوني الذي بطبيعة الحال يشجع الحوار، وهو أمر يمكن تطبيقه في جميع المواد
  -الاختبارات وتنويعها بحيث تشمل أسئلة تشجع على إبداء الرأي وبعضها شفوي يتطلب حسن التعبير اللفظي وبعضها جماعي يتطلب تعاونا وبعضها يتطلب بحثا وحوارا مع الغير والمعلم المبدع يستطيع أن يتفنن في ذلك
 النشاط المنهجي واللامنهجي كالمعارض والعروض المسرحية والرحلات تعتبر فرصة رائعة للتدريب العملي على الحوار، من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ والتقييم، مثل عرض فيلم ومناقشة رأي الطلبة فيه، وكتمثيل الأدوار الذي يدرب على فهم أحاسيس وأفكار الآخرين بتقمص شخصياتهم (الأب والابن - الطالب والمعلم) وكتنظيم المناظرات بين الطلبة.

 استثمار المواقف الآتية مهما بدت صغيرة .. فمواقف مثل تكليف الطلبة بمهام أو واجب منزلي أو حتى إعادة ترتيب المقاعد تتيح فرصا لإبداء الرأي والحوار

 استثمار حصص الانتظار.

حلقات النقاش ... اليومية لتحديد الأمور الروتينية.

 -مجلس الصف يعود الطلبة على نوع فريد من الحوار المعتمد على التحليل والنقد والموازنة والتفضيل والاختيار وتحمل مسؤولية الكلمة والاختيار في جو من الاحترام المتبادل والتفهم والتقبل

-تشجيع التفكير العلمي والمنطق واستخدام العقل لحل المشكلات القائمة والافتراضية ... (العصف الذهني - خطوات ديوي - .... إلخ القبعات الست

وبإمكان الأستاذ القيام بإدارة الحوار في البداية ثم تسليم الطلبة هذا الدور تدريجيا

إن تعود الطلاب على استخدام الحوار والمنطق، يوسع آفاقهم ويزيد ثقتهم بذواتهم ويقوي شخصياتهم ويعدهم لتحمل المسؤوليات الاجتماعية، كما يحميهم من خطر تبني أفكار غيرهم من دون نقد أو تمحيص في هذه السن الخطرة

توضيح اهمية التحاور وقيمته
تحديد اهداف الحوار قبل بدايته
الإصغاء الفعال أثناء حديث الطرف الثاني
وضع قواعد لتبادل التحاور
  
تجنب الانتقادات والاتهامات
عدم إشعار الطالب بالنقص او الذنب او التقصير
عدم التركيز على الأخطاء والزلات
 
الإكثار من استعمال أساليب المدح والثناء والتقدير
عدم التظاهر بمظهر العارف لكل شيء
اختيار الموضوع المناسب والوقت المناسب
أخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية وظروف المتحاور
احترام توقيت ورأي الطرف الثاني

كيفية تفعيل الحوار بين الطالب والاستاذ

 
مبادرة الاستاذ بفتح الحوار مع الطالب
التعريف بقيمته وأهميته ونتائجه الايجابية
التعرف على كيف الحوار او بدايته
التعرف على أوقات و أزمنة الاستعداد للحوار
الحديث في مواضيع سطحية وغير حساسة بهدف:
التعرف على انفعالات وتفكير الاخر
التعرف على كيفية معالجة المواضيع

آداب الحوار بين الطالب والأستاذ

حضور الذهن وما يسمى بالإصغاء*
تجنب المقاطعة والسرعة في الرد*
عدم علو صوت المحاور على ماتتطلبه الوضعية*
طرح الأسئلة بلطف وتقدير*
عدم إمتحان الأستاذ أو إختباره*
معرفة متى يتكل ومتى يسكت باشارة*
الصدق في طرح المعطيات والافكار*
تجنب التعصب في الفكرة او الراي دون اقناع*
عدم التقليل من شأن المحاور*

من اراد أن يتعلم الحوار عليه أن يتعلم الكلام ومن أراد أن يتعلم الكلام عليه أن يتعلم الفهم ومن أراد أن يتعلم الفهم عليه أن يتعلم الإصغاء ومن أراد أن يتعلم الإصغاء عليه أن يتعلم كيف يكبح في نفسه الرغبة في الكلام

ما أسباب غياب الحوار بين الأستاذ والطالب؟

 
جهل قيمة الحوار في العملية التربوية*
جهل تقنيات التخاطب بين الطالب والأستاذ*
 
الاستسلام للعادات القديمة في التعامل*

اهمية الحوار

للحوار قيمة حضاري وانسانية كونه الوسيلة الأساسية لتقوية الروابط والثقة بين أفراد المجتمع وسيلة لحل المشاكل والخلافات وسيلة للتعايش بسلام بين الشعوب

النتائج الايجابية للحوار

يقوي العلاقة بين الاستاذ والطالب كما يساعد على تبادل وجهات النظر.
يشبع حاجات الطالب للتعرف والمعرفة.
يستثير قدرات ومهارات ومعارف الطالب.
يساعد على حل الخلافات بالتعاون بينهما بين الزوجين  .
تنمية سلوك التواصل لدى الطالب.
الشعور بالفخر والمكانة والاعتزاز بالذات.
تنمية روح العمل الجماعي واحترام راي الاخرين.
تنمية معلومات الطالب وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
يبعد الطالب عن التعصب للراي والانانية.
يعطي القدوة الحسنة للطلبة الآخرين.
فهم أساليب التفكير عند الطرفين.
تعلم الصبر والمرونة وعلاج الاندفاعية.
التدريب على النقاش الهادف.
التعبير عن الذات وتوكيدها.
.مشاركة الاخرين في شعورهم.
تنشيط عقول الطلبة وتوسيع مداركهم.
تنمية الثقة بين الطالب والأستاذ.
الشعور بالأهمية والقيمة الاجتماعية.
حب الأستاذ و بالتالي المادة التي يدرسها.
تنمية مهارة الحوار بينه والآخرين.
.يساعد على مهارة مواجهة المشاكل وحلها.
يقضي على عقدة الشعور بالنقص لدى الطالب.
يكسب الطالب مهارتي الإصغاء و التعبير.
ينمي مهارة للتواصل الايجابي مع الناس.

نتائج ضعف او غياب الحوار بين الطالب والاستاذ

جهل شخصية وطبع الطرف الثاني مما ينعكس على المعاملة.
فقدان الثقة بين الطالب ولاستاذ.
تضخيم الأمور التافهة وتحويلها إلى مشاكل معقدة يحدث التنافر داخل المؤسسة التربوية



لا يقتصر دور الأستاذ على نشر ثقافة الحوار بين طلبته وإنما أيضا على نشرها بين المجتمع المدرسي كله بل إلى خارج نطاق المدرسة عن طريق مجالس الآباء والأمهات والندوات العامة داخل المجتمع حتى يكون هناك امتداد لثقافة الحوار داخل المدرسة وخارجها، فيقوي بعضها بعضا وتزداد في النفوس رسوخا، ويصبح الحوار ثقافة تعم بنفعها الجميع